sahra goal الكرة العربية والعالمية بين أيديكم

واقع كرة القدم بمدينة العيون

واقع كرة القدم بمدينة العيون 
واقع كرة القدم بمدينة العيون
واقع كرة القدم بمدينة العيون
 بقلم: محمد بوعنيس


    يبدو أن كرة القدم في جهة الصحراء لا تزال لم تصل للمستوى الذي يمثل ويشرف الجهة أحسن تشريف، وذلك بالرغم من كل ما بذل في هذا الاتجاه وهذا ما يفرض طرح العديد من التساؤلات التي تستوجب الإجابة عنها من طرف المسؤولين عن هذا الورش الكبير من قبيل: ما سر افتقاد مدن المنطقة لأندية تمثلهم في القسم الممتاز من البطولة الوطنية؟ لماذا تراجع مستوى النادي الوحيد الذي كان يمثل مدينة العيون وأصبح مهددا لأن يتهاوى ويتلاشى ضمن أندية الهواة؟ ما الفائدة من الدعم الكبير الذي تقدمه الجامعة والجهات الوصية إذا لم يستغل في استقطاب لاعبين بإمكانهم مساعدة أنديتهم لتسلق الدرجات وحجز مكان في قسم الكبار؟ هل الأقاليم الجنوبية لا تتوفر على مواهب في كرة القدم؟ لماذا لا تستفيد أندية الصحراء من خبرات المسيرين والأطر الرياضية المحسوبة على الأقاليم الأخرى؟

صراحة هناك الكثير من التساؤلات التي تستوجب الجواب الشافي، قصد الإحاطة ولو بشكل جزئي بهذه الظاهرة التي ألفناها منذ عقود بالرغم من الإصلاحات التي عرفتها كرة القدم في الأقاليم الجنوبية والتي لا ينكرها أحد.

إن مدينة العيون كنموذج بحكم اعتبارها أكبر مدن الصحراء لا من حيث الكثافة أو النمو والتطور، فهي بالمقارنة مع مدن الصحراء الأخرى تعتبر رائدة في مجال كرة القدم، إلا أنها في نفس الوقت لا تتوفر على نادي يمثلها في قسم الكبار من البطولة الوطنية، وهذا أمر يحز في النفس حقيقة لأن هذا الواقع لا يتماشى مع مكانة المدينة وطموحها على المستوى الوطني.

من جهة أخرى، فالجهات الوصية على كرة القدم في المملكة والمقصود هنا الجامعة الملكية لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة لم تذخرا جهدا في دعم السياسات الرياضية في الصحراء وخصوصا مدينة العيون، لا من حيث البنيات التحتية من ملاعب وتجهيزات ومرافق.. إلخ، بحيث أصبحت ملاعب القرب تشمل جميع أحياء المدينة الشيء الذي افتقدته الأجيال السابقة، لكن بعكس المتوقع فالمدينة لا تزال متأخرة في إنتاج مواهب لتطعيم الأندية المحلية بالشكل المطلوب ولم لا تصديرها نحو الاحتراف خارج الإقليم.

من جهة أخرى، هل الدعم وحده يكفي لإصلاح منظومة كرة القدم في مدينة العيون مثلا، والرقي بها لأعلى الدرجات؟ من الواضح أن الدعم المادي لوحده لا يكفي بدون توفر التكوين والخبرة اللازمة لدى المسؤولين المناط إليهم مهمة تسيير أمور كرة القدم في المدينة أو الجهة، ولذلك فغالبا ما ينتج عن تدبير هذا الورش الكثير من الإخفاقات والنتائج السلبية.

لقد عرفت السياسة الكروية في المغرب عموما تطوراً ملحوظا في السنوات الأخيرة وذلك راجع بالأساس للسياسة الرياضية الجديدة الممنهجة وكذا للتسيير الاحترافي والقطع مع بعض الممارسات القديمة التي لم تنتج سوى الفشل في السابق، ومن الطبيعي أن تنعكس كل هذه التغييرات على باقي الأقاليم وإن بدرجات متفاوتة، وبالنظر لما تحقق في مدينة العيون فبإمكاننا القول أن هناك تغيير في بعض الأمور خصوصا منها الهيكلية والتنظيمية كالبنيات التحتية و القوانين المنظمة للعبة في إطار البرامج والعصب والدعم.

لكن بالرغم من كل هذه الجهود والتحفيزات إلا أن الوضعية التي تشهدها كرة القدم في شخص تمثيليتها لا تزال مستقرة في مكانها ولم ترقى بعد للمستوى المطلوب بحكم أن ولا فريق واحد من جميع أقاليم الصحراء يلعب ضمن قسم الصفوة وهذا ما يجعلنا متيقنين من أن هناك أمر ما لا يزال غير مفهوم أو على الأقل هناك أخطاء لا تزال ترتكب في عملية التسيير والتدبير، وهذا ما يجعلنا نلح على طلب أجوبة شافية للتساؤلات التي طرحناها في بداية هذا المقال.

واقع كرة القدم بمدينة العيون واقع كرة القدم بمدينة العيون Reviewed by aniskom on 3/26/2019 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.